الخطبة الأولى لسيدنا إمام الله
هَذِهِ اْلخُطْبَةُ هِيَ أَشْهَرُ خُطَبِ سَيِّدِنَا إِمَامِ الْلَّهِ، إِذْ إِنَّهَا هِيَ اْلخُطْبَةُ اْلوَحِيدَةُ الَّتِي يَخْطُبُ بِهَا اْلأَئِمَةُ الَّلاهِينِيُّونَ فِي اْلعِيدَيْنِ، وَهِيَ تَشْتَمِلُ عَلَى وَصَايَا حِكَمِيَّةٍ وَمَوَاعِظَ بَلِيغَةٍ. وَحَثَّ فِيهَا سَيِّدُنَا اْلإِمَامُ تَلاَمِيذَهُ وَاْلمُؤْمِنِينَ عَلَى اْلإِتِّحَادِ، وَاْلإِخَاءِ، وَالْمَحَبَّةِ، وَتَقْوَى الْلَّهِ، وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَاْلإِخْلاَصِ فِي اْلعَمَلِ، وَذِكْرِ الْلَّهِ تَعَالَى، وَأَكْلِ اْلحَلاَلِ. وَنَبَّهَهُمْ عَلَى حَقَارَةِ الدُّنْيَا، وَأَمَرَهُمْ بِتَرْكِهَا، وَاْلإِسْتِمْسَاكِ بِمَا هُوَ بَاقٍ. وَأَمَرَهُمْ أَيْضًا: بِاْلإِعْتِنَاءِ بِاْلعِيَالِ، وَبَيَّنَ فِيهَا أَيْضًا: صِفَاتِ الشَّيْخِ الْمُرَبِّي، وَوَاجِبَاتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، ثُمَّ وَاجِبَاتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُرِيدِيهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَشَارَ إِلَى مَسْؤُولِيَاتِ كُلٍّ مِنْ رَئِيسِ اْلبِلاَدِ، وَرَئِيسِ اْلقَرْيَةِ، وَالْقُضَاةِ، وَأَصْحَابِ الدِّيَارِ، وَاْلبُيُوتِ. وَذَكَّرَهُمْ أَيْضًا بِالْمَوْتِ وَفُجْأَتِهِ وَأَهْوَالِ اْلقِيَامَةِ. ثُمَّ خَتَمَهَا بِوَصَايَا فِي التَّوْبَةِ، وَالصَّلاَةِ، وَاْلأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالتَّرَاحُمِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالصَّبْرِ، وَهِيَ هَذِهِ.
بِسْمِ الْلَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ، وَجَعَلَ مِنْهُمْ رُسُلاً، وَاصْطَفَى مِنَ الرُّسُلِ مُحَمَّدًا، وَجَعَلَهُ أَكْرَمَ الرُّسُلِ وَخَيْرَ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ أُمَّتَهُ أَكْرَمَ اْلأُمَمِ، صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أَمَّا بَعْدُ
فَمِنْ إِمَامِ اْللَّهِ إِلَى جَمِيعِ تَلاَمِيذِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ ِرجَالاً وَنِسَاءً كَبِيرًا وَصَغِيرًا، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَعَلَى أَهْلِيكُمْ.
مُوجِبُهُ:
أُشْعِرُكُمْ بِأَنِّي أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ، وَأَسْأَلُ عَنْ حَالِكُمْ، خَيْرِكُمْ وَعَافِيَتِكُمْ وَدِيَارِكُمْ. وَأُوصِيكُمْ بِالإِجْتِهَادِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَوْكِيدِ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَامَلُواْ بِالْخَيْرِ، وَتَحَابُّواْ، إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ، وَأَمَّا النَّصِيحَةُ فَهِيَ أَنْ تَنْصَحَ لِلَّهِ، وَرَسُولِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلأَئِمَّةِ الدِّينِ، وَلِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
وَالنَّصِيحَةُ لِلَّهِ، أَنْ تُوَحِّدَهُ وَتَعْمَلَ بِمَا أَمَرَ، وَتَتْرُكَ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَتَأْمُرَ النَّاسَ بِذَلِكَ.
وَالنَّصِيحَةُ لِرَسُولِهِ أَنْ تُؤْمِنَ بِهِ، وَتُصَدِّقَهُ وَتَتَّبِعَهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَتْرُكَ عَمَّا نَهَى عَنْهُ، وَتَعْمَلَ عَلَى سُنَّتِهِ.
وَالنَّصِيحَةُ لِكِتَابِهِ أَنْ تَقْرَأَهُ وَتَتْلُوَهُ وَتَعْمَلَ بِمَا فِيهِ.
وَالنَّصِيحَةُ لأَئِمَّةِ الدِّينِ أَنْ تُحِبَّهُمْ وَتَتَّبِعَهُمْ وَأَنْ تُعِينَهُمْ عَلىَ أَمْرِ الدِّينِ وَتَأْمُرَ النَّاسَ بِذَلِكَ.
وَالنَّصِيحَةُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُحِبَّهُمْ جَمِيعًا كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اَلْمُؤْمِنُ يُحِبُّ الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَبْغَضُ أَحَدًا مِنْهُمْ" وَكَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَقِيقَةُ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُحِبَّ ِلأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ مَا يُحِبُّ ِلنَفْسِهِ" قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لاَ َتبَاغَضُواْ وَتَآمَرُواْ بِاْلخَيْرِ وَتَنَاهُواْ عَنِ الشَّرِّ، وَأَصْلِحُواْ بَيْنَكُمْ بِالْمَعْرُوفِ".
وَأُوصِيكُمْ أَنْ تَجْعَلُواْ بَيْنَكُمُ الْمَحَبَّةَ، فَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَحَابُّونَ. وَلاَ تَجْعَلُواْ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ، أَنْتُمْ كُنْتُمْ إِخْوَانًا. اِعْلَمُواْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [1].
اِعْلَمُواْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ آلِفٌ مَأْلُوفٌ عَلَيْهِ، وَمَنْ لاَ يَأْلِفُ عَلَى النَّاسِ لاَ يَأْلِفُ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَنْزِلُ نَصْرُ الْلَّهِ عَلَيْهِ.
وَلاَ تَكَاثَرُواْ مَالَ الدُّنْيَا، بَلْ تَكَاثَرُواْ خَيْرَ اْلآخِرَةِ، هُوَ الَّذِي يُورِثُ النِّعَمَ الْمُؤَبَّدَةَ وَالدَّرَجَةَ الْعُلْيَا. وَلاَ تَحْرِصواْ عَلَى الدُّنْيَا فَإِنَّهَا جِيفَةٌ، وَالْجِيفَةُ لاَ يَأْكُلُهَا إِلاَّ الْكِلاَبُ وَالنُّسُورُ. فَاتْرُكُوهَا وَلاَ تَأْخُذُوهَا ِلأَنَّهَا دَارُ خَرَابٍ وَزَوَالٍ، وَزَوَالُهَا قَرِيبٌ.
وَاجْتَنِبُواْ عَنْ قِيلٍ وَقَالٍ، فَرُبَّمَا لاَ يَكُونُ يَجْتَمِعُ مَا قِيلَ وَمَا سُمِعَ بِمَا كَانَ. وَلاَ تَظُنُّواْ ِلأَخِيكُمُ الْمُسْلِمِ إِلاَّ اْلخَيْرَ. وَاجْتَنِبُواْ عَنْ ظَنِّ السُّوءِ فَإِنَّ الْلَّهَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ.
وَلاَ تَغْفُلُواْ عَنْ ذِكْرِ الْلَّهِ حَيْثُ كُنْتُمْ. فَإِنَّهُ يُذْهِبُ بِالسَّيِّئَاتِ، وَيُكْثِرُ الْحَسَنَاتِ، وَمَنْ كَثُرَتْ حَسَنَاتُهُ وَقَلَّتْ سَيِّئَاتُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ شَاءَ الْلَّهُ. قَالَ تَعَالَى:{ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ}[2] . وَتَفَكَّرُواْ فِي آيَاتِهِ كَخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وِاْلأَرْضِ، وَالْلَّهُ أَمَرَ بِتَكْثِيرِ ذِكْرِهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [3] وَاذْكُرُواْ الْلَّهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَإِنَّ اْلأَمَاكِنَ تَشْهَدُ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَلاَ تَأْكُلُواْ إِلاَّ طَيِّبًا، وَلاَ تَشْرَبُواْ إِلاَّ طَيِّبًا، وَلاَ تَرْكَبُواْ إِلاَّ طَيِّبًا، وَلاَ تَلْبَسُواْ إِلاَّ طَيِّبًا، وَلاَ تَفْعَلُواْ فِي جَمِيعِ مَا تَنْتَفِعُونَ بِهِ شَيْئًا إِلاَّ طَيِّبًا. وَ الطَّيِّبُ هُوَ الْحَلاَلُ. فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُشَقُّ مِنْ بَطْنِ ابْنِ ءَادَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَرَامُ، فَإِنَّ الْمَالَ يُفْسِدُهُ الْحَرَامُ، فَإِنَّ كَأْسَ دَمٍ تُفْسِدُ صَحْفَةَ لَبَنٍ، وَكَذَلِكَ قَلِيلٌ مِنَ الْحَرَامِ يُفْسِدُ كَثِيرًا مِنَ الْحَلاَلِ. وَعَلاَمَةُ قُبْحِ اْلإِنْسَانِ أَنْ يَأْكُلَ مَا يَشْتَهِيهِ وَلاَ يُبَالِي بِحَلاَلِهِ وَلاَ بِحَرَامِهِ وَشُبُهَاتِهِ.
ثُمَّ أُوصِيكُمْ يَا أَصْحَابِي وَ صَاحِبَاتِي بِأَنْ تُقَصِّرُواْ، وَتَغْتَسِلُواْ، وَتَتَنَظَّفُواْ فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ تُقَصَّرُواْ فِي اْلآخِرَةِ، {" وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ } وَكَاتِبَا الْعَمَلِ وَالْقَوْلِ لاَ يَغْفُلاَنِ سَاعَة ً وَلاَ يَتْرُكَانِ شَاذَّةً وَلاَ فَاذَّةً.
فَاجْتَهِدُواْ فِي طَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُوبُواْ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَتَنَدَّمُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَتَدَارَكُواْ وَتَجَلَّدُواْ، فَإِنَّ الْعِبَادَةَ حَظُّ كُلِّ خَلْقٍ، ِلأَنَّ الْلَّهَ تَعَالَى قَالَ: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[4]
وَقَالَ تَعَالَى أَيْضًا:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[5] . وَاعْبُدُواْ الْلَّهَ وَأَخْلِصُواْ عِبَادَتَهُ، وَلاَ تَأْمَنُواْ مَكْرَ الْلَّهِ، { فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}[6].
دُومُواْ عَلَى الْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ وَالتَّوَاضُعِ وَخَافُواْ الْلَّهَ وَعِقَابَهُ وَبَأْسَهُ وَارْجُواْ رَحْمَتَهُ بِبَرَكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلاَ تَتَوَكَّلُواْ عَلَى عَمَلِكُمْ، كُونُواْ بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ، وَاتَّقُواْ الْلَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ. وَقَالَ فِي كِتَابِهِ:{ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[7] قَالَ تَعَالَى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }[8] أَيِ الْمَوْتُ يَا مُحَمَّدُ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَنَا الْقَائِلُ إِمَامُ الْلَّهِ كُلُّ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ الْبَدَنِيِّ وَالْقَوْلِ الصَّالِحِ الِّلسَانِيِّ، إِنْ شَاءَ الْلَّهُ أَكُونُ أَمَامَكُمْ وَلاَ تَبْلُغُونَنِي فِيهِ. فَانْظُرُواْ إِلَيَّ وَاقْتَدُواْ بِي فِي فِعْلِي وَقَوْلِي إِنْ وَفَّيْتُمْ أُدْخِلْكُمْ طَرِيقَ النَّجَاةِ.
وَأُوصِيكُمْ بِتَرْكِ الْغِيبَةِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالْكَذِبِ، وَاْلخِيَانَةِ، وَالْحِكَايَةِ الْكَثِيرَةِ لِغَيْرِ مُحِبِّكُمْ، وَالْحَسَدِ، وَالْبُغْضِ، وَالْكِبْرِ، وَالْعُجْبِ، وَالرِّيَاءِ، وَأَخْلِصُواْ لِلَّهِ الْعَمَلَ ِلأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ِلأَصْحَابِهِ:" لاَ تَبَاغَضُواْ وَلاَ تَحَاسَدُواْ، وَلاَ تَدَابَرُواْ، وَلاَ تَبَارَزُواْ وَلاَ تَسَافَلُواْ، كُونُواْ عِبَادَ الْلَّهِ إِخْوَانًا" كَذَلِكَ مَا أَمَرْتُكُمْ إِلاَّ بِذَلِكَ.
وَأُوصِيكُمْ بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ أّوَّلَ مَا يُسْأَلُ الْعَبْدُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلاَةُ بِأَرْكَانِهَا وَشُرُوطِهَا. وَأُوصِيكُمْ بِالْعِيَالِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَاْلإِمَامُ اْلأَعْظَمُ يُسْأَلُ عَنْ بَلَدِهِ، وَالْقَاضِي يُسْأَلُ عَنْ قَضَائِهِ، وَكَيْفَ قَضَى، وَصَاحِبُ الْقَرْيَةِ يُسْأَلُ عَنْ حَالِ قَرْيَتِهِ، وَصَاحِبُ الدَّارِ يُسْأَلُ عَنْ حَالِ دَارِهِ، وَصَاحِبُ الْبَيْتِ يُسْأَلُ عَنْ حَالِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ تُسْأَلُ عَنْ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَفِرَاشِهَا، وَالْعَبْدُ يُسْأَلُ عَنْ مَالِ سَيِّدِهِ، وَكَيْفَ حَفِظَهُ، وَكَذَالِكَ اْلأَعْضَاءُ تَشْهَدُ أَصْحَابَهَا مِمَّا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.
فَأُوصِيكُمْ أَيْضًا بِالْعِيَالِ، فَإِنَّ الْعِيَالَ يَسُوقُونَ أَوْلِيَاءَهُمْ حَتَّى يُوقِفُوهُمْ [9] بَيْنَ يَدَيِ الْلَّهِ تَعَالَى. وَقَالُواْ: " يَا رَبَّنَا إِنَّ هَذَا وَلِيُّنَا لَمْ يَأْمُرْنَا بِطَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ فَخُذْ لَنَا مِنْهُ حَقَّنَا" فَحُسِبَ الْحَقُّ، إِمَّا أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مِثْلَ حَقِّهِمْ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ، أَوْ يَأْخُذَ مِنْ وِزْرِهِمْ مِثْلَ حَقِّهِمْ إِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ. وَذَلِكَ بِسَبَبِ حَيْرَتِهِمْ، وَدَهْشَتِهِمْ، إِذْ رَأَوُا النّارَ وَعَذَابَهَا وَلَهَبَهَا وَشَرَرَهَا، وَلَمْ يَرَوْا مَنْجَاةً، وَلِذَالِكَ يَطْلُبُونَ حَقَّ عَدَمِ [10] أَمْرِ الْوَلِيِّ وَاْلأَدَبِ.
فَقَالَتِ النِّسَاءُ:" يَا رَبَّنَا إِنَّ هَذَا زَوْجُنَا فِي الدُّنْيَا، كَانَ يَضْرِبُنَا لِعَدَمِ الطَّبْخِ، وَالسَّقْيِ، وَكَانَ يَضْرِبُنَا لِفِرَاشِهِ، وَلَمْ يَضْرِبْنَا لِعَدَمِ طَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالصَّلاَةِ، وَالْغُسْلِ، وَالْوُضُوءِ، وَعَدَمِ إِصْلاَحِ الصَّوْمِ، وَلَمْ يَنْهَنَا عَنِ الْلَّهْوِ، وَالرَّقْصِ، وَالْغِنَاءِ، وَالْفُضُولِ وَالْكَلاَمِ الْقَبِيحِ، يَا رَبَّنَا خُذْ لَنَا مِنْهُ حَقَّنَا". ثُمَّ قَالَ اْلأَوْلاَدُ:" يَا رَبَّنَا خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْ وَالِدِنَا هَذَا، لَمْ يُسَمِّنَا اِسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ الصَّالِحِينَ، وَلَمْ يُؤَدِّبْنَا، وَلَمْ يُعَلِّمْنَا شَيْئًا مِنْ كِتَابِ الْلَّهِ، وَلَمْ يَنْهَنَا عَمَّا نَهَى عَنْهُ، ولَمْ يَأْمُرْنَا بِمَا أَمَرَ الْلَّهُ بِهِ، تَرَكَنَا وَأَطْلَقَنَا نَفْعَلُ مَا نَشَاءُ مِنَ الْقَبِيحِ، يَا رَبَّنَا خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ". ثُمَّ قَالَ الْعَبِيدُ وَاْلإِمَاءُ:" يَا رَبَّنَا إِنَّ سَيِّدَنَا هَذَا، كَانَ فِي الدُّنْيَا يَأْمُرُنَا بِالْعَمَلِ، وَيُرْسِلُنَا فِي حَوَائِجِهِ، وَيَتَعَظَّمُ عَلَيْنَا، وَلَمْ يَأْمُرْنَا بِطَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ فَمَتَى نَزَلْنَا مِنْ شُغْلِهِ الدُّنْيَوِيِّ، تَرَكَنَا وَأَطْلَقَنَا نَفْعَلُ مَا نَشَاءُ، وَلَمْ يُعَلِّمْنَا مِنْ أَوَامِرِ الْلَّهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَنْهَنَا عَمَّا نَهَى الْلَّهُ عَنْهُ، يَا رَبَّنَا خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ". وَالْلَّهُ رَبٌّ عَادِلٌ يُوَفِّي كُلَّ خَلْقٍ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ حَقَّهُ. حَتَّى لاَ ظُلْمَ بَيْنَهُمْ.
وَكَذَالِكَ كُلُّ مَا مَلَكْتُمُوهُ مِنَ الْغَنَمِ، وَالْبَقَرِ، وَالْفَرَسِ، وَاْلإِبِلِ، وَالدِّيكِ، وَغَيْرِهَا، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ حَقٌّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّ ذِي حَقٍّ يُؤْخَذُ لَهُ حَقَّهُ، ِلأَنَّ الْلَّهَ حَرَّمَ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِ، وَجَعَلَهُ مُحَرَّمًا بَيْنَ الْعِبَادِ. وَالْلَّهُ حَفِيظٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ يَنْسَى شَيْئًا وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ فَفِي كِتَابِ الْلَّهِ مُدَخَّرٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَذَلِكَ الْيَوْمُ مَخُوفٌ يَظْهَرُ فِيهِ السِّرُّ، مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا.
وَلاَ تُؤَخِّرُواْ التَّوْبَةَ وَلاَ تُسَوِّفُواْ عَمَلَ الْخَيْرِ، مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ خَيْرًا فَلْيُعَجِّلْهُ قَبْلَ فَوْتِهِ، وَمَنْ أَرَادَ شَرًّا فَلْيُؤَخِّرْهُ، لَعَلَّهُ يَتْرُكُهُ قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَهُ، وَمَنْ أَرَادَ الْلَّهُ بِهِ خَيْرًا، أَمَرَهُ بِالإِجْتِهَادِ فِي الْخَيْرِ.
وَاصْبِرُواْ، وَصَابِرُواْ، وَرَابِطُواْ، وَاتَّقُواْ الْلَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَتَنْجَوْنَ مِنْ عَذَابِ الْلَّهِ اْلأَلِيمِ الشَّدِيدِ.
وَأُوصِيكُمْ بِخِتَانِ اْلأَوْلاَدِ وَعَقْدِ الْبَنَاتِ[11] أَزْوَاجًا، فَإِنَّ الْمَوْتَ يَطْلُبُكُمْ كُلَّ حِينٍ، وَالْمَوْتُ حَظُّ كُلِّ نَفْسٍ. قَالَ الْلَّهُ تَعَالَى:{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[12] ". وَالْمَوْتُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بَغْتَةً، وَالْمَوْتُ يَقْطَعُ اْلآمَالَ وَيُوتِمُ اْلأَوْلاَدَ، وَيَنْشُرُ الْجَمْعَ، وَالْمَوْتُ كَأْسُ النَّدَمِ، وَكُلُّ نَفْسٍ تَشْرَبُهَا، وَمَنْ شَرِبَهَا، إِنْ كَانَ يَفْعَلُ الْخَيْرَ يَنْدَمُ لِمَا لَمْ يَكُنْ حَرِيصًا عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ يَفْعَلُ الشَّرَّ، يَنْدَمُ حَيْثُ لاَ يَنْفَعُهُ النَّدَمُ.
وَالْمَوْتُ يُفَرِّقُ بَيْنَ اْلأَحْبَابِ، وَالْمَوْتُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، وَالْمَوْتُ يُفَرِّقُ بَيْنَ اْلأُمِّ وَوَلَدِهَا، وَالْمَوْتُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَبِيِبِ وَحَبِيبِهِ، وَالْمَوْتُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْخِلِّ وَخَلِيلِهِ، وَالْمَوْتُ يَهْدِمُ الدِّيَارَ وَيُخَرِّبُهَا، وَكَمْ مِنْ بَلَدٍ، وَمَدِينَةٍ، وَقَرْيَةٍ، صَارَتْ أَطْلاَلا ً، وَكَمْ طَلَلٍ كَانَ قَبْلَ خَرَابِهِ كَثِيرَ الْخَلْقِ، وَحَسِينَ الْبِنَاءِ، وَالْبُيُوتِ، وَصَارَ أَهْلُهَا أَمْوَاتًا وَمَبْلِيَّاتٍ.
وَاذْكُرُواْ يَوْمَ أَمَرَ الْلَّهُ أَسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفَخَ فِي صُورِهِ، فَإِذَا نَفَخَ فِيهِ لاَ يَبْقَى مَلَكٌ، وَلاَ إِنْسٌ، وَلاَ جِنٌّ، وَلاَ غَيْرُهُمْ مِنَ الْخَلاَئِقِ، إِلاَّ وَقَامَ مِنْ مَضْجَعِهِ. وَذَلِكَ الْيَوْمُ يَشِيبُ فِيهِ الصِّبْيَانُ لِهَوْلِهِ. خَافُواْ[13] ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ ِلأَجْلِهِ، مَنْ قَدَّمَ خَيْرًا وَجَدَهُ أَمَامَهُ نَافِعًا لَهُ. وَذَلِكَ الْيَوْمُ خَافَهُ كُلُّ نَبِيٍّ، وَوَلِيٍّ، وَكُلُّ عَارِفٍ بِالْلَّهِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ الْلَّهِ شَدِيدُ عَلَيْهِمْ[14] . اِعْلَمُواْ أَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ شَيْخٍ أَنْ يَكُونَ حَرِيصًا عَلَى طَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَيَأْمُرَ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يُطِيعُوا الْلَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُخَوِّفُهُمْ عَذَابَ الْلَّهِ، وَيُذَكِّرَهُمْ، وَيُهَدِّدَهُمْ، وَيَزْجُرَهُمْ، وَأَنْ لاَ يَجْعَلَ شَيْئًا أَهَمَّ عِنْدَهُ مِنْهُمْ مِنْ طَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَمَنْ كَانَ يَدْعُواْ إِلَى الْلَّهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ فِي طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ، وَيَطْلُبُ تَلاَمِيذًا، وَجَعَلَ هَمَّهُ حُطَامَ الدُّنْيَا، أَوْ تَرَكَهُمْ يَفْعَلُونَ شَهَوَاتِهِمْ، وَلَمْ يَزْجُرْهُمْ، أَوْ وَعَدَهُمْ أَنَّهُ يُنْجِيهِمْ بِغَيْرِ طَاعَةِ الْلَّهِ وَرَسُولِهِ، كَأَنَّهُ أَسْقَطَ نَفْسَهُ فِي سُخْطِ الْلَّهِ، وَأَضَلَّهُمْ، وَأَضَاعَهُمْ، وَهُمْ يَطْلُبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْهُ الْحَقَّ، إِنْ جَهِلُواْ كَذِبَهُ، وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَجْهَلُواْ كَذِبَهُ إِلاَّ أَنَّهُمْ رَأَوْا خِفَّةَ دِينِهِ، وَتَيْسِيرَهُ لَهُمْ مَا كَانُواْ عَلَيْهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ، لاَ يَنْفَعُهُمُ الطَّلَبُ مِنْهُ شَيْئًا كَأَنَّهُمَا ذِيبَانِ غَارِيَّانِ[15] .
يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، خَافُواْ الْلَّهَ وَخَافُواْ الْمَوْتَ، وَسَكْرَتَهُ، وَشِدَّةَ نَزْعِ الرُّوحِ، وَالْقَبْرِ وَظُلْمَتَهُ، وَسُؤَالِ الْمَلَكَيْنِ، وَعَذَابَ الْقَبْرِ وَضِغْطَتَهُ، وَطُولَ مُكْثِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْبَعْثَ، وَهَوْلَ يَوْمِ اْلآخِرِ، وَالصِّرَاطَ، وَالنَّارَ، وَمَا أَعَدَّ الْلَّهُ لِلْكَافِرِينَ، وَالْمُنَافِقِينَ مِنَ الْعَذَابِ. وَهَذَا كَفَى وَعْظاً.
وَالْمَوْتُ لاَ يَنْجُو مِنْهُ أَحَدٌ، وَمَا وَلَدْتُمْ فَلِلتُّرَابِ، وَمَا جَمَعْتُمْ مِنَ الْمَالِ فَلِلْمِيرَاثِ، فَارْتَحِضُواْ،وَاغْتَسِلُواْ وَتَتَنَظَّفُواْ هَاهُنَا الْمَاءُ وَالصَّابُونِ، إِن اِتَّبَعْتُمْ يَنْفَعْكُمْ غَدًا فِي اْلآخِرَةِ، وَإِنْ لَمْ تَتَّبِعُواْ، لَمْ تَضُرُّواْ إِلاَّ أَنْفُسَكُمْ، وَلاَ تَضُرُّونَ الْلَّهَ شَيْئًا، وَأَنَا آمِرٌ. قَالَ الْلَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ:{ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[16]
وَ أَنَا بَلَّغْتُ،{ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ }[17].
اِعْلَمُواْ أَنَّ الزَّمَانَ اضْطَرَبَ وَاخْتَلَطَ، وَذَلِكَ فَنَاءٌ، فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ الْمَاءُ إِنْ فَنِيَ، تَسُوءُ الْبَقِيَّةُ.
وَاجْتَهِدُواْ فِي الصَّدَقَةِ، ِلأَنَّهَا تَدْفَعُ الْبَلاَءَ وَتَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَتَجْلِبُ الرِّزْقَ، وَتَكُونُ ظِلاًّ لِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَفِي كِتَابِ الْلَّهِ:{ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ}. وَلاَ يَنْفَعُكُمْ مَالُكُمْ شَيْئًا إِلاَّ مَا أَكَلْتُمْ فَأَفْنَيْتُمْ، وَمَا لَبِسْتُمْ فَأَبْلَيْتُمْ، وَمَا قَدَّمْتُمْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَاَتْعِبُواْ جَوَارِحَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ، وَنَزِّهُواْ مَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، قَالَ الْلَّهُ تَعَالَى:" وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَءَاتُواْ الزَّكَاةَ".
إِنَّ الصَّلاَةَ عِمَادُ الدِّينِ. فَمَنْ أَقَامَهَا بِشُرُوطِهَا، وَأَرْكَانِهَا كَقِيَامِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، وَدُعَائِهَا، فَكَأَنَّمَا أَقَامَ دِينَ الْلَّهِ، وَمَنْ أَهَانَهَا، فَقَدْ هَدِمَ دِينَ الْلَّهِ.
وَمَنْ لاَ زَكَاةَ لَهُ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ.
فَاجْتَهِدُواْ فِي اْلأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، ِلأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اْلآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ عَلَى مَنَابِرَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَعَاوَنُواْ، وَتَصَابَرُواْ، وَتَعَافُواْ، وَتَرَاحَمُواْ، وَتَنَاصَحُواْ : إِنَّ الْلَّهَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا. فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
يَرْحَمُكُمُ الْلَّهُ، نَجَّاكُمُ الْلَّهُ، عَافَاكُمُ الْلَّهُ، هَدَاكُمُ الْلَّهُ ءَامِينَ.
اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ.
[1] الحجرات الآية: 10
[2] النساء الآية: 103
[3] الأحزاب الآية: 41 ـ 42
[4] الداريات الآية: 52
[5] البينة الآية: 5
[6] الأعراف الآية: 99
[7] البقر الآية: 197
[8] الحج الآية: 99
[9] وقفوهم إنهم مسئولون. الصافات الآية: 24
[10] أي يسألون حقهم لعدم قيام الولي بإيفائه
([11] ) وتزويج البنات.
([12]) آل عمران الآية: 185.
([13] ) انظر سورة الحج الآية: 2.
([14] ) وكلما استعمل هذه الكلمة يقصد بها الأمر: أي خيفوا واخشوا.
([15] ) نسبة إلى الغار.
([16] ) النور الآية: 54.
([17] ) النازعات الآية 37ـ 41.